ولد المربي الفاضل الشيخ محمد غانم جاسم الغانم محمد الجبر في فريج البدر، بمنطقة القبلة عام 1353 هــ (1935م).

بدأ دراسته بالكتاتيب، حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم في مدرسة محمد المسباح، ثم في مدرسة محمد علي الابراهيم. وكان من زملائه خلال الدراسة الاساتذة والسادة: احمد وفهد جاسم المسباح، ومحمد عبدالله المسباح، وسالم الفقعان، وبيان بخيت، ودسمان بخيت، ومرزوق بخيت، وياقوت جراد، وحمود المسباح، وعبدالوهاب صلاحات.

وحين افتتح المعهد الديني في العام الدراسي (1948/1947) كان من اوائل الملتحقين به، حيث تلقى علومه على عدد من اساتذته، ومنهم: الشيخ علي حسن البولاقي، والشيخ محمد عبدالرؤوف، والشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة، والشيخ عيد بداح المطيري.

أما زملاؤه خلال الدراسة بالمعهد، فكان منهم الاساتذة والسادة: المستشار حمود بن عبدالوهاب بن حسين، وسالم بن عبدالوهاب بن حسين، وعبدالله بن عبدالرحمن الرومي، وعبدالله ابراهيم المفرج، وعبدالرحمن عبدالله المجحم، واحمد غنام الرشيد، وعبدالعزيز محمد المطر، والمستشار احمد سلطان بوطيبان، وعبدالله علي العيسى، وراشد عبدالله الفرحان، وفرحان الفرحان، ويعقوب يوسف الغنيم وزير التربية الاسبق، وعبدالرحمن عبدالوهاب الفارس.

كانت مدة الدراسة في القسم الثانوي بالمعهد الديني اربع سنوات، وقد اضطر المربي الفاضل الى ترك الدراسة فيه وهو في الصف الثالث الثانوي، ليعمل إماماً لمسجد الرأس القديم، ثم تنقل بعده بين مساجد عدة، حيث كان إماماً لمسجد الطواري «حمد البراك» بالنقرة، ثم إماما لمسجد ابن خميس، فمسجد ابي هريرة في منطقة الشرق، ثم مسجد سعد بن ناهض، فمسجد المطبة، ومسجد الرومي.

وكان المربي الفاضل يسكن في منزل خاص بـ «الاوقاف»، وكان كثير من الناس يتوافدون عليه ليستفتوه في امور الدين وبعض المسائل الشرعية، او ليحفظوا على يديه القرآن الكريم، والاجر في كل الاحوال حسب قدرة المتعلم.

ورغم فقد المربي الفاضل للبصر، فقد ألف كتابا من اجزاء عدة، عنوانه: «الجوهر المفيد في خطب الجمع والعيد». وقال في مقدمته: «هذه مجموعة من الخطب المنبرية، تناولت فيها مواضيع مختلفة: عقائد، وعبادات، ومعاملات، واجتماعيات، واخلاقيات، ومناسبات اسلامية، بأسلوب سهل، وقد دعمتها بالآيات القرآنية والاحاديث النبوية».

ومن الشخصيات التي يعتز بها المربي الفاضل - عرفانا بما قدموه له من عون ومساعدة - إمام مسجد قصر دسمان الشيخ كامل محمود محمد ابو زيد، الذي كان يتابع اعمال المربي الفاضل اولا بأول، حيث يقرأ له الخطب، ويراجع له الكتب، ويشرف على طباعتها ومراجعتها من دون مقابل، لما بينهما من المودة والصداقة الحقة والحب الصافي.

ويبدو ذلك من تقديم الشيخ كامل للجزء الثاني من الكتاب حيث يقول: «هذه مجموعة من الخطب المفيدة، أملاني إياها فضيلة الشيخ محمد غانم الجاسم - امام وخطيب مسجد الرومي في دولة الكويت - من حفظه بأسلوبه، وقد عمل فضيلته اماما وخطيبا في دولة الكويت، منذ اكثر من اربعين عاما، وهو يمتاز بالحفظ والذكاء وسرعة البديهة، ولقد عرفت فضيلته منذ عام 1982م، ومنذ هذا التاريخ حتى الآن اقوم مع فضيلته بقراءة الكتب من تفسير وحديث وفقه، وغير ذلك من الكتب المختلفة، اسأل الله سبحانه وتعالى ان ينفع به، ويجعل عملنا متقبلا، وان يرزقنا التوفيق والسداد في الدنيا والآخرة».

ومن الكلمات المؤثرة التي قيلت في تقريظ هذا الكتاب، ما ذكره الشيخ حسن مراد مناع مستشار الموسوعة الفقهية في وزارة الاوقاف بدولة الكويت - في كلمته التي اثبتها المؤلف في صدر الكتاب:

«في العدوان الغاشم على دولة الكويت الغالية، أُغلقت المدارس وكل المؤسسات إلا المساجد، ظل صوت الحق يصدح من فوق مآذنها الشامخة، وظل صوت السماء يدوي من منابرها، وكنت ازداد ايمانا بأن النصر قريب، حينما ارى الناس يأتون الى المساجد من بين المدافع وطلقات الرصاص، وطيلة ايام الغزو الغاشم لم تخل المساجد من ذكر الله، ولم ينقطع من منابرها صوت الخطباء، وقد بذل الشيخ محمد الغانم الجبر الكثير في سبيل اداء رسالته، وتغلب بإيمانه على كل الصعاب، ولا غرو فهو من خطباء الكويت المجيدين».

ورغم كونه من اصحاب الاعذار الا انه كان قدوة في التواصل الاجتماعي وصلة الارحام والحث عليها وتقديم الاسوة الحسنة في مجالها، وكذلك رغم كونه كفيفاً، إلا أن خطبه، رحمه الله، كانت من السبك والبلاغة ما يشك سامعها معه أنه يقرأ من ورقة محبوكة الصياغة، وفعلا كما قال سبحانه: «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور».

رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي

ماذا قال الزوار

إعلانات

اعلن مجانا - اعلانات مجانية

شارك معنا