رابط الموقع :
الهاتف : 24843900
قلة نوعية مميزة يشهدها مستشفى الطب النفسي بالكويت، فهناك مبادرات عملية وجادة للاهتمام بالمريض النفسي وفقا لأحدث الطرق والاتجاهات العالمية في الرعاية النفسية، هناك كفاءات كويتية شابة تعمل لأجل تقديم كافة خدمات الرعاية للمريض النفسي بشكل مختلف عن تلك الصورة التي رسمها المجتمع فيما مضى عن اوضاع العلاج والرعاية داخل المصحات النفسية الحكومية، ويمكننا ان نقول وبصدق اليوم واثر ما اطلعت عليه «الوطن» من برامج رعاية وافكار وخدمات سيتم اطلاقها في القريب العاجل ان مستشفى الطب النفسي يدشن مرحلة جديدة ومختلفة من خدمات العلاج النفسي غير المسبوقة في القطاع الحكومي، والأهم من ذلك ان اسلوب العمل الجديد والمطور الذي يتبناه العاملون اليوم في هذا المستشفى من شأنه ان ينعكس ايجابا ليس فقط على المريض النفسي ومحيطه الاجتماعي، وانما من شأنه ايضا ان يغير تلك الصورة السلبية القاتمة العالقة في اذهان كثيرة عن الطب النفسي ومرضاه وحتى العاملين فيه، (الوطن) التقت الدكتورة هيا المطيري رئيس قسم الطب النفسي لتحدثنا عن تلك الخدمات الجديدة التي ستشكل عند اطلاقها النقلة النوعية التي سيشهدها المستشفى وفيما يلي ما جاء في اللقاء:
هناك حسبما علمنا جملة من الوحدات والطرق العلاجية الجديدة التي من المزمع تدشينها بمستشفى الطب النفسي بالكويت فهل نتحدث عنها بشيء من التفصيل؟
بالفعل، هناك الكثير من المشاريع والأفكار العلاجية التي تقدم بها المختصون في مراحل سابقة ولم يكتب لها ان ترى النور، لكن اليوم في ظل الاهتمام الكبير والمباشر الذي يوليه معالي الوزير الدكتور هلال الساير، وفي ظل ايمان نخبة كبيرة من الكفاءات الكويتية العاملة بالمستشفى بضرورة التغيير واتباع منهجية جديدة للعلاج، وفي ظل حث وتشجيع المجتمع الطبي الدولي ومنظمة الصحة العالمية على الاهتمام بالمرض والمريض النفسي بشكل مكثف، كل هذه الأمور معا جعلتنا نركز الجهود اكثر للعمل، والوزارة حاليا، كما يلمس الجميع، تولي اهتماما كبيرا بالتوعية الصحية.والخدمات الصحية النفسية في دولة الكويت الكويت اتسعت ولم تعد كالسابق.وهناك مبادرات مميزة تستحق ان نسلط الضوء عليها، احدى افكار تطوير العلاج النفسي الجادة المزمع تدشينها عن قريب هو مشروع «بيوت منتصف الطريق» الذي تمت مناقشتة مع معالي الوزير والسيد وكيل الوزارة ويلقى قبولا كبيرا بين الجهات المعنية بالتعامل مع المرضى المدمنين.مشروع بيوت منتصف الطريق هو خطوة واقعية واحدى مراحل العلاج وتجهيز المريض للاندماج بالمجتمع.وحاليا نحن نقدم هذه الخدمة على نطاق محدود جدا داخل مركز الادمان وسيتم التوسع بها ان شاء اللة عند توفير المبنى.
بيوت منتصف الطريق
ماآلية العمل ومضمون العلاج داخل بيوت منتصف الطريق؟ وماحكاية هذا الاسم؟
هي مرحلة علاجية تتدرج بالمريض وتؤهلة للاندماج بالمجتمع حيث يعيش المرضى ويمضون معظم اوقاتهم ببيت او مكان يديرونه بانفسهم مع درجة بسيطة من الدعم من الفريق الطبي ويباشرون شؤونهم فيه ويبحثون عن فرص تعليم او عمل، يغسلون ملابسهم وينظفون مكانهم، ويكتسبون بالتدريج الثقة والقدرة على العودة للحياة الطبيعية، وخلال تلك الفترة يخضعون للعلاجات الجماعية والفردية ودروس الوعظ ويحضرون ورش عمل ويمارسون الرياضة،
هل هي تجربة مطبقة عالميا؟
الفكرة متوافقة مع ماهو معمول به عالميا، فنحن نتعامل مع مرض مزمن ويتعرض المريض المدمن للرفض او عدم التقبل المجتمعي، واحيانا يصبح مشردا وبحاجة الى مأوى، وهي مرحلة علاجية ضرورية متوافقة مع الدليل العلمي وليست بدعة.
وتضيف الدكتورة هيا المطيري قائلة: من المستجدات التي يشهدها مستشفى الطب النفسي ايضا ان هناك أيضا وحدة الرعاية النهارية، ووحدة الرعاية هذه كانت احدى الخطط السابقة والتي سيتم العمل على تطبيقها في الأيام المقبلة للمرضى الذهانيين ومرضى العيادة وليس فقط المرضى المدمنين، وفكرتها تقوم على ان حيث يحضر الاهل المريض لقضاء فترة النهار بالوحدة بحيث ينضم لمجموعات علاجية وانشطة تأهيلية مختلفة تساعدة على استعادة قدراته ومهاراتة واعتمادة على نفسة، من جانب آخر فان «طب نفس الطوارئ» مصطلح لم يكن متعارف عليه او موجود في مستشفى الطب النفسي بالكويت، وحديثا فقط تم انشاء وحدة خاصة بالطوارئ تستقبل التحويلات والاستشارات الطبية من جميع المستشفيات والمراكز الطبية.
قتامة وسلبية
رغم حالة التطور المستمر بالعلاج النفسي، لايزال المجتمع يتندر كثيرا على وضع المستشفى والعلاج وهناك صورة سلبية وقاتمة لم تتغير لدى كثر، كيف السبيل الى نقل صورة ايجابية للمجتمع عن مستشفى الطب النفسي بالكويت؟؟
معك حق، لكنها ليست بالقضية المحلية فقط وانما معظم المستشفيات النفسية في العالم يتم تسليط الاضواء عليها باستمرار وتتعرض للنقد، وهذا اولا راجع لان المرض النفسي مرض غير معتاد عليه ولا يحظى بفهم كل افراد المجتمع بدرجة متساوية الا فئة معينة واعية لايزال عددها قليلا بالمقارنة مع غيرها، وايضا لان المرضى النفسيين شريحة من المجتمع لديها احتياجات خاصة، ومن ناحية أخرى للأسف الاعلام كذلك له دور كبير في تكريس الصورة السلبية والحث على السخرية من المرضى ومن المعالجين النفسيين ومن المصحات النفسية. وهي مؤسسات يتعرض العاملون فيها بدون شك الى ضغوط مستمرة ويحتاجون لدعم خاص، ونحن نتمنى منكم كاعلاميين مساندتنا في تغيير الصورة السلبية واستبدالها بأخرى ايجابية كما اننا ان شاء الله وبتشجيع من ادارة المستشفى وادارة منطقة الصباح والوزارة وضعنا خططا توعوية متنوعة منها على سبيل المثال المشاركة (بيوم رعاية كبير السن) قريبا بكتيب عن الخرف ومرض الزهايمر. وكتيب عن اسباب (الانتحار) وكيفية مكافحته، وسوف نسعى لأن نتابع اهم الاحداث العالمية في مجال الصحة النفسية ونجاريها بالكويت بإذن الله.
مؤتمر
يوم الصحة النفسية العالمى على الأبواب، وهو كما علمنا سيكون يوما حافلا بالنسبة للمستشفى. حدثينا عن استعداداتكم؟
- بالفعل، ينظم المستشفى وتحت رعاية وزير الصحة الدكتور هلال الساير مؤتمر الكويت للطب النفسي غداً وبعد غد وهذا العمل لم يكن ليتم لولا دعم الشيخة اوراد الجابر الصباح واهتمامها الكبير في الوقت الحالي بالتوعية في مجال الصحة النفسية.والمؤتمر يستضيف نخبة من الباحثين والمختصين بالصحة النفسية من عدة دول.على رأسها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول اوروبية واخرى مجاورة.
هل سيكون للمرضى واهاليهم نصيب في المؤتمر؟
بالفعل هناك محاضرات للجمهور والدعوة فيها عامة حيث ان الغرض منها التوعية بكل مرض نفسي، وستغطي مرض الفصام والقلق والاكتئاب وحالات الذعر والمخاوف وفرط النشاط وقلة الانتباه.
حقوق
هل يتمتع المريض النفسي بأية حقوق خاصة في الكويت؟
ان كنت تقصدين وجود قانون يحفظ للمرضى والاسرة والمجتمع حقوقهم ويحميهم من مخاطر المرض النفسي، فهذا مشروع تتبناه وتعمل عليه الوزارة في الوقت الحالي، اما عن حقوق المريض في المستشفى.بالتأكيد من حق المريض تحويل نفسه للحصول على الرعاية او الاستشارة، ومن حقه اختيار طبيبه، ومن حق الاسرة الاعتراض على الدواء او اقتراح دواء آخر.
كما يتمتع المريض النفسي بالخصوصية.ويستطيع طلب الغاء ملفه ان شاء.
هناك كثير من الاسر لا تستطيع احضار المريض للعلاج بسبب رفضه او عدم وعيه او ادراكه. كيف يمكنكم مساعدتهم؟؟
هذا امر شائع ونحن بالسابق كنا نخرج مع سيارة الاسعاف لاحضار المريض بناء على طلب من اسرته، ولكن بسبب الصعوبات التي واجهتنا ومشاكل واعتراض بعض افراد الاسرة وعدم عملية هذه الخدمة، توقفت الا في حالات نادرة جدا عندما يهدد المرض النفسي حياته الخاصة او اسرته، ومعظم الاسر يحضرون المريض الغير مستبصر اما عن طريق الاسعاف او الشرطة وتضيف الدكتورة هيا المطيري منوهة: لكن لو امتدت الخدمات النفسية الى المجتمع ووجود عدد كاف من الاطباء النفسيين في المراكز الصحية سيكون احضار المريض للعلاج اسهل كما ان هناك رعاية منزلية يقدمها المستشفى بالتعاون مع وزارة الشؤون للمرضى كبار السن وتتم معاينتهم بمنازلهم وهي بدعم من احدى شركات القطاع الخاص.حيث يذهب فريق متكامل من الممرضين والأطباء بتخصصات مختلفة للزيارات المنزلية.
ازدياد الخوف
التقيتم حديثا مع لجنة الظواهر السلبية بمجلس الأمة وطرح فريق مستشفى الطب النفسي بعض المقترحات. ما هي وما الغرض من اللقاء؟
دعت اللجنة كافة الجهات المعنية بقضية المخدرات، حيث تناقش الجميع بأسباب الفشل في مكافحة هذه المشكلة والعقبات. ونحن بادرنا باقتراح انشاء مظلة او هيئة او مجلس اعلى لمكافحة المخدرات ينسق بين الجهات المختلفة والتي تعمل كجزر متفرقة حاليا. ويتم حاليا دراسة وجود كادر وتوصيف للمختصين بهذا المجال حتى لا يتم الاتجار به كادر ينظم ويدعم التوعية المدروسة ويراجع قوانين العلاج والحيازة وشؤون المدمنين في الجيش او السجون وغيرها من الامور الهامة.